وحدة المخطوطات

وحدة المخطوطات :

إلى عهد قريب جدا كان هناك ، ومازال حتى الآن ، من يعتقد أن المخطوطات مهما كـان نوعها وحجمها هي نوع من الكتب والأوراق ” الصفراء ” التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يجب الاهتمام بها أو العناية بها، لذلك فإن كميات كبيرة منها ضاعت وتآكلت، وكان بعضها قد ترك وجبة دسمة لحشرة الأرض والفئران، أو تركت في الكهوف تحت الأرض، وبفعل عوامل الطبيعة الأخرى تآكلت وذابت وضاعت تحت الرمال. وبهذا فقد فقدنا المئات، بل الألوف، من المخطوطات والوثائق المهمة المتصلة بتاريخنا، وثـقافتنا وتراثنا العريق. ومراحل مهمة من تاريخنا لا نملك مصادر للمعلومـات عنها حيث أنهـا ضاعت، أو سبقنا إليها الأوروبيون من رحالة ، واستعماريين ممن يهتمون بتاريخ الشعوب المستعمرة وثـقافاتها … الخ ، فنقلوا ما عثروا عليه من مخطوطات ووثائق ، وحفظوها في خزائن مكتباتهم ومتاحفهم.
وينص قـرار إنشاء مركز جهـاد الليبيين للدراسات التاريخية من بين أهدافه : ” التعريف بالتراث العربي والإسلامي في كافة مراحله وصوره وأشكاله على مر العصور وجمعه ، والعمل على إحيائه والحفاظ عليه ، والاستفادة منه كمصدر للتأصيل ، والعمل على جمع كافة ما يمكن جمعه من الوثائق والمخطوطات المتعلقة به ودراستها وتحقيقها ونشرها “.
وقد عمل المركز منذ إنشائه على جمع المخطوطات وحفظها، والتنبيه على أهميتها كمصدر للتوثيق ، وكتراث ثـقافي. وقد كان الاهتمام مركزًا على جمع هذه المخطوطات سواء بالإهداء أو بالشراء أو بالتصوير. وهذه المخطوطات كانت، ولا زالت في الواقع، محفوظة في خزائن المكتبات الخاصة. وهذا الوضع ولّد لدى المركز قناعة أكيدة بوجود مخطوطات ووثائق تاريخية لدى الأسر التي فيها تقاليد علمية ، وتحتفظ بسجلاتها ووثائقها ومخطوطاتها ، والتفكير الجدي لوضع آلية تمكن المركز من التعرف على هذه العائلات والوصول إليها ، وبناء جسور الثـقة والتعامل معها.
ويقوم المركز ، وفي إطار هذه الآلية ، ومنذ إنشائه ، على تحسيس المواطنين بأهمية الوثائق والمخطوطات ، وخلق علاقات حميمة مع ملاك المخطوطات والوثائق ؛ بهدف التعرف على ما لديهم من وثائق ومخطوطات وحصرها ، ومعرفة موضوعاتها ، وإمكانية الحصول على هــذه المخطوطات ، أو صور منها وحفظها بمكتبة المركز .
وفي إطار توثيق التواصل مع المواطنين من ذوي المجموعات الخاصة من الوثائق والمخطوطات في مختلف البيئات الثقافية في ربوع البلاد المتعددة ، والتي عبرت عن نفسها من خلال تعاون هؤلاء الغيورين الذين أبدوا كل أنواع التعاون مع باحثي المركز خلال رحلات العمل الميداني ، أو من خلال زيارتهم المتكررة لشعبة المخطوطات ، والإبلاغ عن وثائق ومخطوطات هنا وهناك ، والمساعدة في الوصول إلى أصحاب هذه المخطوطات ؛ بهدف الوقوف على بقية التراث المخطوط الموزع ، كما أشرنا ، بين المدن والقرى والواحات ، ونتمكن من توثيقه وتوظيفه على نحو أفضل في حركة البحث والدراسة . وفي هذا الإطار عقد المركز العديد من ورش العمل والندوات حول الوثائق والمخطوطات ، واستحدث المركز جائزة ابن الأجدابي للوثائق والمخطوطات ، كآلية أخرى من آليات العمل والحركة لوحدة المخطوطات ، لصيد الوثائق والمخطوطات ، والتي أعلن عن شروطها على هامش الؤتمر الأول للوثائق والمخطوطات في ليبيا واقعها وآفاق العمل حولها – بزليتن 30 الماء (مايو) – الصيف (يونية) 1988 ، الذي نظمه المركز بالتعاون مع المعهد العالي لتكوين المعلمين بزليتن.
وقد اشترك في أعمال هذا المؤتمر باحثون وخبراء مخطوطات من ليبيا وغيرها من الأقطار العربية، ومعهد المخطوطات العربية، التابع للجامعة العربية، ونظم على هامشه معرض للمخطوطات اشتركت فيه المؤسسات العلمية الجامعية والأفراد. وقد نشر المركز أعمـال هذا المؤتمـر في جزءين تحت نفس العنوان ، بإشراف وعناية الباحث عمار جحيدر (راجع قائمة منشورات المركز).

وأهم المجمـوعات الخاصـة “مخطوطـات ” التي تمكـن المركـز من شرائها أو تصويرها هي :

ر.م اسم صاحب المجموعة اسم المدينة عددها نوع المخطوط
1 المرحوم محمد كامل الهوني طرابلس 33 صورة
2 عبد الرحمن محمد منيع الرياينة 71 صورة
3 محمد الإمام الزنتاني الزنتان 52 أصل
4 أحمد محمد السوداني نسمة 9 صورة
5 مكتبة طبقة طبقة 9 صورة
6 االشيخ محمد النعاس نسمة 92 صورة
7 حسن محمد البوسيفي نسمة 62 صورة
8 على أبو راس بني وليد 41 صورة
9 لطفي الليد طرابلس 10 صورة
10 علي الهاشمي أبوالقاسم الحاجي طرابلس 105 أصل
11 مصطفى اسكندر طرابلس 57 أصل
12 مكتبة جامع تندرين غدامس 37 صورة

مجموعات مكتبات غدامس الخاصة تفاصيلها في فهرس مخطوطات غدامس أنظر قائمة منشورات المركزويظهر جليا أن ما حصل عليه المركز من مخطوطات ، حتى الآن ، لا يشكل إلا جزءا بسيطا من المخطوطات والوثائق الخاصة التي لا زالت بحوزة الأفراد في كل أنحاء ليبيا ، والتنقيب عن هذه المخطوطات وجمعها مهمة ضرورية وتتصف بالاستعجال الكبير ، نظرًا لأن مجموعات الأسر تتلف كل سنة بواسطة الحشرات ، العوامل الجوية ، والانتقال من مكان إلى آخر، والإهمال، وفقدان الحس التاريخي.
كما أن هناك قسما كبيرا من تراثنا المخطوط قد انتقل إلى المكتبات الأوربية خلال المرحلة الاستعمارية والسيطرة الأجنبية. وقد بدأ المركز محاولاته منذ إنشائه الاتصال بالمكتبات الأوربية ، ورصد ما فيها من مخطوطات ليبية قصد تصويرها واستعادة مخطوطاته. وقد وفق المركز في تصوير مجموعة من المخطوطات الليبية على الميكروفيلم كان أحد ضباط الغزو الإيطالي قد أخذها ووضعها في مكتبة الامبروزيانا إحدى المكتبات المعروفة في ميلانو ، كما تمّ تصوير مخطوطات أخرى من مؤسسات علمية ومكتبات جامعية في كل من ما لي بولندة ، فرنسا ، تركيا ، أسبانيا ، ألمانيا، ودولة الإمارات العربية، وذلك بفضل برامج تبادل المصورات الميكروفلمية والمطبوعات التي أقامها المركز مع بعض المؤسسات في هذه البلدان ، والمعارض المشتركة للمخطوطات التي يقيمها المركز مع المراكز والمؤسسات المناظرة في البلدان الأخرى مثل مكتبة دير الأسكوريال بإسبانيا، ومركز أحمد بابا بتمبكتو بمالي، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة . وفي هذا الإطار استقبل المركز بعثة علمية من مركز جمعة الماجد تنفيذاً لاتفاقية التعـاون العلمـي الموقعـة بيـن المـركزيـن في 17/8/1997ف، في صيف عام 1999، وقامت بتصوير مختارات من المخطوطات الليبية من مكتبة المركز، بلغ عددها (1267) مخطوطة ، وفي المقابل تسلَّم المركز عدد (190) علبة ميكروفيلم تحوي (950) عنواناً من المخطوطات في مختلف فروع المعرفة من مكتبة مركز جمعة الماجد ، وتبقى فرصة مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية قائمة في عملية استكمال المخطوطات المقابلة لما تسلَّم مركز الماجد وفق الاتفاق المبرم بين الطرفين .
يعمل المركز على تطوير وتوفير أفضل الإمكانيات لحفظ الوثائق والمخطوطات من حيث توفير المكان المناسب ، والظروف الموضوعية اللازمة لذلك من حفظ وتعقيم وترميم.
مع إدخال الحاسوب في مجال حفظ الوثائق والمخطوطات ، وتطوير مجال استخدامها ، وتطوير الأعمال المتصلة بالتصنيف والفهرسة والطباعة ، ما يجعل الاستفادة من مجموع الوثائق والمخطوطات أمرًا ميسرًا .
ويتّبعُ المركز في حفظ المخطوطات وصيانتها وفهرستها أحدث الأساليب المتبعة في هذا المجال ، ما يسهل أمام الباحثين والدارسين الوصول الى أي مخطوط عبر ثلاثة مداخل رئيسة وهي المؤلف ، العنوان ، والموضوع ، وذلك بواسطة بطاقات خاصة لهذا الغرض، أو عن طريق الفهارس التي بدأ المركز في نشرها.