من منظور السعي لتكوين دولة يجب تفحص التاريخ ومعرفة السلبيات والإيجابيات في هذا التاريخ الذي هو مخزن الذاكرة الذي يجب العوده له بهدف رسم المستقبل . لهذه العاية يقول إبن الخلدون :-
” أعلم ان فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذا هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم والأنبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسياستهم حتى تتم فائدة الإقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتتبت يفيضان بصاحبهما إلى الحق وينكبان به عن المزلات والمغالط لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم أحوال المادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني ولاقيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة لقدم والحيد عن جادة الطريق “
ومن هذا المنطلق يسعى المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية و وفقا ًلقانون (24/2012) لجمع الذاكرة الجماعية الليبية وتنظيمها وتيسير استعمالها للراغبين في الإستفادة منها لتقريب وجهات النظر والخروج بصيغة ترضى عنها الغالبية بالإقتناع لا المغالبة .ومن هذا المنطلق قام الأستاذ علي الهازل بالتذكير ببعض المحاولات التي نفذها المركز للمساهمة في الجدال الجاري على الساحة الليبية ، وهذه المحاولات كما وضعها الأستاذ علي الهازل هي :-
قام المركز بأربعة نشاطات علمية في موضوع المصالحة الوطنية وهي :-
- ) ندوة حول المصالحة بين مدينتي زوارة ورقدالين سنه 2012 م .
- ) محاضرة حول المصالحة الوطنية شارك فيها كل من :-
- د. محمد الطاهر الجراري
- المرحوم المحامي محمد دراه
ج. أ. علي عمر الهازل
3). عقد المركز مؤتمر بمدينة السواني تحت شعار المصالحة الوطنية بتاريخ 2/11/2012 وصاحب المؤتمر معرض كتب ووثائق .
4). عقد المركز مؤتمراً بسرت حول المصالحة الوطنية تحت شعار ” اللحمة الوطنية ” كان بتاريخ 20/1/1913م وأقام كذلك بمعرضاً خاصاً حول هذه المناسبة وقد قامت جامعة سرت بنشر أعمال هذا المؤتمر في كتاب .
5) . من ضمن اهتمام المركز بموضوع المصالحة دعونا المثقفين والقانونيين وكل مهتم بشأن المصالحة الدستورية إلى إلقاء محاضرات في الموسم الثقافي للمركز، من خلال تلك المحاضرات قام المركز بإصدار كتاب يحمل عنوان
” الدستور الذي نريد ” ونشرت فيه كل أو أغلب المحاضرات التي تناولت موضوع الدستور والمصالحة. وتجدر الإشارة ، في هذا الشأن ،إلى ان المركز قام بإرسال ستون نسخة من هذا الكتاب إلى أعضاء لجنة الستين .
وهو أي المركزفي ذلك لم يبتدع بل سار على نهج سبقه إليه العديد من الأشخاص والجماعات على الساحة الليبية . من ذلك ماذكَّرنا به الأستاذ غيث سالم سيف النصر فيما يعرف بوثيقة ميثاق الحرابي سنة 1946 م التي نشرها على صفحته وهي صورة لوثيقة تحمل الكثير من معاني الوطنية والثقافية في خدمة ليبيا والليبيين. بالمركز صورة عن هذه الوثيقة المهمة ومانتمناه أن نحصل على الوثيقة الأصلية لتصويرها وتصديقها بالمحكمة حتى تصبح وثيقة قابلة للتداول الإستشهادي التاريخي والتوثيق العلمي .