التعاون العلمي والثقافي مع المحيط و المراكز الخارجية
لقد عمل المركز، منذ تأسيسه على توطيد عرى التواصل العلمي والثـقافي مع العديد من المراكز العلمية العربية والأجنبية، وتبادل الخبرات البشرية والمعارف والمعلومات ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الإطار يرتبط المركز بعدة معاهدات تعاون علمي ومشاريع بحثية مع أكثر من مؤسسة ومعهد وجامعة في جميع التخصصات ذات العلاقة بعمل المركز وأهدافه في العديد من البلدان من جميع قارات العالم . كما أنه يخصص جزءا من محاضرات الموسم الثـقافي لزائرين من الخارج، وخاصة من منتسبي الجامعات، والمراكز البحثية التي يرتبط المركز معها ببرامج تعاون.
ومن خلال محاضرات الموسم الثـقافي، والندوات والمؤتمرات العلمية التي يعقدها المركز في الداخل، أو يشارك فيها بالخارج، ارتبط مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية مع مجموعة كبيرة من المؤسسات العلمية، والأساتذة والباحثين من داخل ليبيا وخارجها، بعلاقات علمية قوية؛ حيث أصبح المركز، ومنذ افتتاحه في أواخر عام 1978ف، الملتـقى العلمي الدائم لأعضاء هيئة التدريس الجامعي بأقسام التاريخ بالجامعات الليبية، ويشارك أعضاء هيئات التدريس بهذه الأقسام في المؤتمرات والندوات التي يقيمها المركز، ويشترك معظمهم في المواسم الثـقافية بمحاضرات عامة في مجال تخصصاتهم العلمية في إطار جهود المركز لتعبئة جهود العلماء والباحثين، واستقطاب الخبرات العلمية في مجالات اهتمام المركز، والتعريف بها وبإنتاجها العلمي ونشره. كما يشارك في الموسم الثـقافي، أيضا، أساتذة وباحثون زائرون، في إطار ربط الصلة العلمية بالمؤسسات المناظرة في الوطن العربي، وفي الدول الأخرى في مجال البحث التاريخي والدراسات المعاصرة.
هذا، وبالإضافة إلى علاقات المركز الدائمة بمدارس التعليم المتوسط والمعاهد المختلفة، وبأقسام التاريخ بالجامعات، والتي يقوم المركز دائما بتزويدها بالمنشورات، والأشرطة الوثائقية، والصور المتعلقة بحركة الجهاد، والمراجع التاريخية المختلفة، ، وإقامة المعارض المصورة، ومعارض الكتب بهذه المؤسسات في المناسبات المختلفة، واستقبال الوفود الطلابية التي تزور المركز من هذه المؤسسات التعليمية، وتشاهد الوفود الزائرة معرض الجهاد الدائم بالمركز، وتستمع من الاختصاصيين إلى شروح وافية عن أقسام المركز وشعبه، وما تـقوم به أقسامه المختلفة من أعمال. كما تستمع هذه الوفود إلى محاضرات حول حركة الجهاد والتحولات المختلفة في المجتمع الليبي في إطار جهود المركز في نشر المعرفة التاريخية بين الأجيال الشابة من طلاب المدارس والجامعات، وفي مجال إحياء معارك الجهاد والأحداث الوطنية والقومية المهمة، يقوم المركز بإحياء هذه المناسبات بعقد الندوات العلمية عبر الإذاعتين المرئية والمسموعة، وإقامة المعارض الوثائقية، وطبع ونشر المطويات وتوزيعها بمختلف اللغات.
أ – الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون:
بنى المركز علاقات علمية مع أكثر من ستين مؤسسة علمية وثـقافية عربية منها: جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثـقافة والعلوم، معهد المخطوطات العربية، اتحاد المؤرخين العرب، بالإضافة إلى دور الكتب والمكتبات الوطنية، والمراكز التاريخية والعديد من الجامعات في كل من المغرب، الجزائر، تونس، سوريا، الكويت، الأردن، العراق، السودان، السعودية، مصر، الإمارات العربية، اليمن وغيرها. هذا بالإضافة إلى وجود برامج بحثية واتفاقيات تعاون مع أكثر من خمس وثلاثين مؤسسة وجامعة غير عربية، ومنها :
• مركز بحوث ودراسات مجتمعات البحر المتوسط (CRESM) بفرنسا.
• المعهد الإيطالي لأفريقيا والشرق (Is,I.A.O.)، إيطاليا .
• معهد الدراسات الأفريقية، التابع لأكاديمية العلوم، روسيا
• مركز البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي (IREMAM)، فرنسا.
• جامعة تشاد .
• مركز أحمد بابا للتوثيق، جمهورية مالي .
• مكتبة الأسكوريال، أسبانيا.
• معهد البحوث المغاربية المعاصرة،(IRMC) تونس،
• جامعة سيينا، إيطاليا.
• مركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول، تركيا.
• المنـدوبية السامية للمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المملكة المغربية.
وتقوم هذه الاتـفاقيات مع هذه الجامعات والمراكز ودور الكتب على أساس:
1- إجراء البحوث والدراسات العلمية، والندوات والمؤتمرات ذات الاهتمام المشترك .
2- التبادل والتعاون في إطار الدراسات العليا، والإعداد والإشراف على، ومناقشة اطروحات الماجستير والدكتوراه.
3- ترجمة ونشر الكتب والمقالات المتصلة بتاريخ ليبيا باللغات العربية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية .
4- تبادل المطبوعات من الكتب والدوريات العلمية ذات الاهتمام المشترك .
5- التعاون في مجال التقنيات والمعدات والأدوات الفنية، وتخزين المعلومات، وتبادل الخبرات وإقامة الدورات التدريبية.
6- تبادل الزيارات بين الباحثين الاختصاصيين.
وذلك كله في إطار السياسة العامة للجماهيرية العظمى، والاتفـاقيات الثـقافية التي ترتبط بها مع دول العالم المختلفة.
وقد انعكست التغيرات التي شهدتها أوربا الشرقية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي سلباً على علاقات المركز مع الجامعات، والمراكز البحثية، في الاتحاد السوفيتي، وأوربا الشرقية. كما أن علاقاته مع بعض المؤسسات في بلدان أخرى – إن لم يصبها الجمود – لم تشهد تطوراً بالقدر الذي يأمله المركز.