نحو مشروع وطني لترجمة الأرشيف العثماني

في إطار الموسم الثقافي للعام 2021-2022، ، ألقى د. عبدالله علي نوح , يوم الأربعاء الموافق 08/06/2022، وعلى تمام الساعة 5.00 مساءا ، محاضرة تحت عنوان :
“نحو مشروع وطني لترجمة الأرشيف العثماني”
وذلك بقاعة المجاهد بالمركز. وحضرها عدد من الباحثين، وأساتذة من ذوي الإختصاص ونخبة من المثقفين والمهتمين بالمنطقة.

ملخص المحاضرة :-
تحاول هذه الورقة الإشارة إلى نمط من التأسيس المعرفي المبني على قواعد صحيحة في انتهاج مشروع علمي مدروس بتوازن، ووفق أطر معرفية جيدة، ترنو إلى اتباع سياسة علمية في ترجمة الكم الهائل للوثائق العثمانية بالأرشيف الوطني، خاصة في ظل غياب التدوين التاريخي الكامل عن حقبة من تاريخ ليبيا كان التدوين فيها عثمانياً صرفاً، ما أحدث فجوة معرفية في تعاقب الحقب والسنون في تاريخ البلاد في زمن سطوة الأتراك التي امتدت من نهايات القرن السادس وحتى مستهل القرن العشرين الميلاديين.

وعليه فنحن أمام خيار حتى ولو تأجل فلا مندوحة عنه، وهو تبني مشروع لخوض غمار تجربة ترجمة الوثائق التاريخية عن العثمانية، تسبقها ترتيبات صحيحة تسير وفق نهج التدرج في اكتساب أساسيات اللسان العثماني، ثم إنجاز دورات تدريبية تستهدف شريحة من المتخصصين بالتاريخ الليبي الحديث، وتحديداً الفترة العثمانية ، وبعد ذلك يتم تكوين فرق عمل تأخذ على عاتقها تصنيف وتبويب ثم ترجمة الوثائق العثمانية المحفرظة بأشيف مركز الدراسات التاريخية، ثم إظهار هذا العمل كله في إصدارات تأخذ سبيل التسلسل والتتابع.

ومن هذا المنطلق ستحاول هذه الورقة معالجة الأمر من ناحيتين: أولاهما: وضع اللغة العثمانية بين سندان الشرح والفهم، ومطرقة التأصيل والتأثيل، بحيث يتم التعريف بأصول تلك اللغة تأثيلياً وتأصيلياً، للكشف عن مناحي القوة ومداخل الضعف فيها، وذلك اعتماداً على أن تلك اللغة عربية الحرف والرسم من جهة، وبأغوراها عديد عديد الكلمات العربية التي خضغت للّكنة التركية لكنها احتفظت برسمها ومعناها وتأثيلها العربي.

وثانيهما: رسم خريطة توضيحية لطرائق التقريب من فهم الوثائق وترجمتها وفق مشروع رصين متكامل، يبعد عن أطر الاجتهاد الفردي والعمل الانفرادي، وذلك وفق أسس صحيحة تعتمد تبني المؤسسات الرسمية للدولة وعلى أعلى مستوياتها لفكرة مشروع وطني لترجمة الوثائق العثمانية.

وتهدف الورقة إلى بيان أسس هذا المشروع، ودور المركز فيه، من ناحية وضع التصور العام، ثم الخطوات التفصيلية للمشروع وفق البيان التالي:

_ وضع تصور عام للمشروع يتضمن أهدافه ومعاييره العلمية ورؤيته المنهجية التاريخية.

_ استهداف المؤسسات العامة للدولة بتبني المشروع وفق خطة زمنية يقترحها المركز، وفي مقدمة هذه المؤسسات مجلس رئاسة الوزراء، ووزارة التعليم العالي، ومركز الدراسات التاريخية.

_ يقوم المركز بوضع التصورات والرؤى والخطوات التنفيذية للمشروع كوحدة متكاملة، ورفعها لرئاسة الوزراء متضمنة متطلبات تنفيذ المشروع ووعائه الزمني وفق أهدافه العامة والخاصة.

_ تتعاون وزارة التعليم العالي بتذليل مهام المشاركين في المشروع من أساتذة الجامعات الليبية، وإدارة ومنتسبي المركز المشاركين بالمشروع.

_ تكمن فكرة تبني المشروع في تكفل رئاسة الوزراء بالصرف على المشروع في مراحله المحددة سلفاً من قبل المركز، ووفق الجداول الزمنية المقترحة، وعلى أساس التقديرات التي يضمّنها المركز للمشروع كوحدة متكاملة تشتمل على مراحل محددة.

_ تتضمن خطة المركز المراحل التالية:

1_ المرحلة الأولى: تأهيل عناصر محددة ممن لهم إلمام بأصول وأسس اللغة العثمانية، وذلك بترشيحهم لدورات تعلم واستزادة من اللغة العثمانية، وتتكفل وزارة التعليم العالي ورئاسة الوزراء بإيفاد العناصر المرشحة من قبل المركز بإيفاد قصير لزيادة التمكن من اللغة.

2_ يلتزم المرشحون لتلك الدورات بالتعاون مع المركز حال عودتهم، وذلك بإعطاء دورات مجدولة مكثفة للغة العثمانية لعناصر يحددها المركز وفق خطته العامة.

3_ بعد التأكد من اكتساب العناصر المدربة للغة، يتم تكليفهم تحت الإشراف المباشر للمركز بترجمة وفهرسة وتبويب الوثائق الموجودة بأرشيف المركز.

4_ يشرف المركز على إصدار سلسلة الترجمات المنجزة وفق الخطة الموضوعة سلفاً بالخصوص.

5_ تتبنى الجهات العامة المذكورة طباعة الإصدارت الخاصة بالمركز في مجال الترجمة المنوه عنها سلفاً.